هلا وسهلا!

أنا إريك، أو زي ما يعرفوني الحين بأبو فنجان.

تعرفون هذيك اللحظة اللي تشمون فيها ريحة البن المطحون طازة وتملي البيت؟ هذي اللحظة اللي يبدأ فيها يومي بالضبط. وصدقوني، ما أقدر أشتغل ولا أسولف قبل ما أشرب فنجالين على الأقل. عيالي تعلموا هالشي بالطريقة الصعبة – الحين يدرون إنه ما فيه سوالف قبل قهوة الصباح!

خلوني أعرفكم على نفسي بشكل أفضل. أنا إريك “علي”، أو زي ما قلت لكم أبو فنجان، ورحلتي مع القهوة ما هي مجرد ذوق وبس، هي رحلة تغيير كامل. تخيلوا معاي: شاب كندي عمره ١٩ سنة، شايل شنطته، وراكب طيارة لأول مرة في حياته (مع إني كنت ميت خوف من الطيران – كله بسبة فيلم “ألايف”!)، متجه لأستراليا. ما كنت أدري إن هالرحلة بتكون بداية مشوار طويل، مو بس مع القهوة، لكن مع اكتشاف طريقي في الحياة.

سنين وأنا أجوب العالم مثل ابن بطوطة مدمن على الكافيين – من زحمة شوارع بانكوك لمقاهي باريس الساحرة، من قمم جبال الهملايا لشواطئ البحور السبعة. شربت القهوة الفيتنامية وأنا أتعلم ركوب الدراجات النارية في سايغون، وتشاركت فناجيل ما تنعد مع مسافرين على متن القطارات في الصين، واكتشفت كنوز القهوة المخفية في شوارع روما ومونبلييه العريقة. كل ثقافة لها طريقتها الخاصة في الاحتفاء بهالمشروب المميز.

لكن في ٢٠٠٧، صار أهم تحول في حياتي. هذي السنة اللي الله هداني فيها للإسلام، الحمدلله، وصرت أدور على بدائل حلال. وهالتحول فتح لي باب عالم جديد – عالم القهوة المختصة بطرق تحضيرها المتنوعة ورحلة الحبة العجيبة من المزرعة للفنجان. وأقولها بكل صدق، ما كنت أتمنى شي أحسن من كذا.

القهوة عندها قدرة عجيبة على جمع الناس. سواءً كنت في حلقات العلم بمدارس الصحراء، ولا في اجتماعات الأعمال بمقاهي دبي الفخمة، القهوة دايماً كانت اللغة المشتركة بيننا. سبحان الله، مجرد كلمة بسيطة مثل “تشرب فنجال ثاني؟” كافية تبني صداقات تستمر طول العمر.

لقيت نفسي منجذب لإفريقيا، وكأن القاهرة تناديني. قضيت سنة كاملة أدرس العربية هناك. تصدقون؟ دروس النحو الصباحية ما كانت تمشي إلا بقهوتي جنبي. في شي سحري يصير لما تشرب فنجال قهوة وانت تحاول تفهم النصوص المعقدة – كل شي يصير أوضح وأسهل.

رحلتي مع القهوة خذت منعطف جديد لما استقريت في الجزيرة العربية. العيشة بين السعودية والإمارات فتحت عيوني على ثقافة قهوة مختلفة تماماً. هني، القهوة مو مجرد مشروب – هي فن، وتراث، ورمز للضيافة، كلها في شي واحد. الدقة في تحضير القهوة العربية، وآداب تقديمها، والمعاني الاجتماعية اللي وراها، كل هذا خلاني أنبهر.

اللي جذبني لعالم القهوة المختصة هو الدقة والحرفية اللي وراها. كل خطوة مهمة – من درجة الطحن لحرارة الماي، من وقت التحضير لطريقة الصب. هذا الاهتمام بالتفاصيل هو اللي يحول القهوة العادية لتجربة استثنائية. وكل ما تعلمت أكثر، اكتشفت كم المجال واسع للتعلم.

وهذا اللي خلى fanjani.com يطلع للنور – من كثر السوالف مع عشاق القهوة، والتجارب اللي ما تنتهي مع طرق التحضير، والرغبة في مشاركة كل اللي تعلمته. لقيت نفسي أميل لبناء منصة يقدرون من خلالها عشاق القهوة في السعودية والخليج يستكشفون عالم القهوة المختصة من منظور فريد. منظور يفهم الثقافتين – الغربية والعربية، ويقدر الإسبريسو مثل ما يقدر القهوة العربية.

متحمس نبدأ هالرحلة سوا، فنجال ورا فنجال 🤎